من المقرّر أن يُقفل باب الترشيح الرسمي للمجالس البلدية والاختيارية في الجنوب، ومنها مدينة صيدا، في سراي صيدا الحكومي منتصف ليل الثلاثاء في 13 أيار الجاري، وقد احتدمت المعركة الانتخابية بشكل غير مسبوق قبل يومين من الإقفال بين اللوائح المتنافسة، في ظل كثرة المرشحين فيها أو المستقلين.

وتقول مصادر صيداوية لـ"النشرة" إنّ سقوط التوافق السياسي سابقًا، وعدم اصطفاف القوى وتحالفها على دعم لائحة بعينها أو أكثر حاليًا، ناهيك عن دور العائلات وروابطها في هذا الاستحقاق، فتح باب الترشيحات على مصراعيه سواء على المجلس البلدي أو حتى المخترة التي شهدت تنافسًا كبيرًا على 23 مختارًا موزعين على 13 حيًّا، وقد فاق عدد المرشحين الخمسين.

ولاحظت المصادر نفسها أن بعض اللوائح واجهت عقبات في التشكيل، أولًا بسبب انتظار موقف القوى السياسية في دعمها من عدمه، وثانيًا إعلان بعض المرشحين قرارهم بالترشح على هذه اللائحة أو تلك ثم الانسحاب بسبب الضغوط، وخاصة العائلية، حيث عانت بعضها من خلافات وصلت إلى حد ترشيح ثلاثة من أبنائها على ثلاث لوائح متنافسة، ارتباطًا بالموقف السياسي أو القناعة.

ووفقًا لهذه المصادر، فإنّ هذه العقبات أدت إلى ترشيح أشخاص على سبيل الاحتياط تفاديًا لأي نقص أو تطور مفاجئ، كما أدت إلى تأخير تشكيل بعضها، على أن يجري إعلانها رسميًا بعد إقفال باب الترشيحات، لترسم بصورة نهائية شكلها وخارطة التحالفات السياسية، خاصة مع استمرار اللقاءات وتقديم كل طرف عرضًا للانضمام إلى هذه اللائحة أو تلك حتى الساعات الأخيرة.

ورصدت "النشرة":

أولًا، دخول رجل الأعمال مرعي أبو مرعي على خط الانتخابات الصيداوية بعد دعم ترشيح صهره الدكتور أحمد سعيد عكرة على منصب نائب الرئيس في لائحة "سوا لصيدا" برئاسة المهندس مصطفى حجازي.

ثانيًا، فتح إحدى القوى التي تدعم لائحة منافسة خطوط تواصل مع الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله)، حيث عُقدت لقاءات مع ممثلين عنهما للحصول على دعمهما كونهما يُعتبران كتلة ناخبة لا يُستهان بها، وبقيت النتيجة غير واضحة.

وثالثًا، تلقى أحد رؤساء اللوائح أكثر من عرض للانضمام إلى لائحة أخرى مقابل منصب نائب الرئيس ولم تنجح. بينما أفشل منصب نائب الرئيس نفسه تحالفًا بين بعض القوى بعد تمسك كل طرف به، رُصد إقبال غير مسبوق من العنصر النسائي على الترشح، وخاصة على المجلس البلدي، ولم يسلم منصب المختار وإن كان بشكل محدود جدًا.

ووفقًا لبورصة الترشيحات، فإنه يمكن رسم خارطة أربع لوائح رئيسية متنافسة، بانتظار أن يحسم النائب الدكتور عبد الرحمن البزري والجماعة الإسلامية قرارهما في دعم أيٍّ منها أو دعم مرشحين أو حتى تشكيل لائحة، واللوائح هي:

- لائحة "صيدا بدها ونحن قدها" برئاسة الصيدلي عمر مرجان، الذي عقد أول لقاء مع إعلاميي صيدا وعرض لهم البرنامج الانتخابي، وأعلن عن عدد من أعضائها من جيل الشباب والنساء والكفاءات.

- لائحة "سوا لصيدا" برئاسة المهندس مصطفى ماجد حجازي، وهي مدعومة من النائب السابق بهية الحريري ورئيس البلدية السابق محمد السعودي، ورجل الأعمال السيد مرعي أبو مرعي.

- لائحة "نبض صيدا" برئاسة المهندس محمد دندشلي "أبو سلطان"، وهو مرشح تجمع "علّ صوتك"، وتجمع مهندسي صيدا والجوار، وهيئات من المجتمع المدني، وهو مدعوم من النائب الدكتور أسامة سعد.

- لائحة "إنماء صيدا" برئاسة رجل الأعمال نادر عزام، الذي حسم قراره بالاستمرار في السباق الانتخابي، وهو يسعى إلى تشكيل لائحة متجانسة يمكن أن تُحدث خرقًا.

- فضلًا عن لائحتين أخريين لم تتبلور صورتهما، وإنما أعلن كل من مازن البزري وأحمد جرادي عن الترشح لرئاسة المجلس البلدي.

وتتوقع مصادر صيداوية عبر "النشرة" أن تكون المعركة حامية الوطيس بين اللوائح المتنافسة، وربما حصول خروقات بسبب التشطيب، ودخول عامل العائلات والعلاقات وروابط الصداقات، بخلاف الانتخابات النيابية، ما يعزز فرضية عدم فوز لائحة بكامل أعضائها، على قاعدة أن كثرة اللوائح والترشيحات تُشتّت الأصوات وتدفع نحو تشكيل لوائح "كوكتيل"، وتُلغي "البلوكات الناخبة".